Oct
15

سلاماتي
الناس طبائع والحياة نفسيات
هكذا تثبت الأيام يوما بعد يوم
فالتكوين الإنساني يجعل النفس والروح تألف وتؤلف
تحب وتكره
توحش وتأنس
تسترح لفلان ولا تطيق آخر
أحيانا يفكر المرء فينا أنه لا بد وأن يعامله كل الناس كما ينبغي أن يكون وبطريق لبقه
يريد أن يرى كل الناس بشوشين ...مرحين ... اجتماعيين ...الخ
ولكن هذا ضرب من ضروب المستحيل
فالله سبحانه قد خلق الناس مختلفين في كل شيء في الملبس والمسكن واللغات والعادات بل حتى في الطبائع الشخصيه
لكن المهم والذي نريد أن نتعلمه هو أن نتناسى أنفسنا قليلا في التعامل مع الناس وأن لا نذبح أنفسنا ونرهقها أملاً في تغيير صفات من لا يروق لها
نتقبل تنوع الشخصيات بصدر رحب ونذكر أننا قد نكون ذلك الشخص بالنسبة لغيرنا وإن كانت مشكلة كبيره فلنغير فيها بلطف
قد نرى انسانا يعمل معنا في مجال واحد ...في مكان واحد - بل وأحيانا في بيت واحد - لكنه جاد أكثر من اللازم ..أو عبوس الوجه ...أو ثقيل الظل ..هذه هي طبيعته أو ما جبل عليه فلنتحمل بقدر ما نستطيع ونتذكر حديث سيد البشر
"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم".
الأمر الآخر والذي أعتقد به كثيرا أيضا أن الحياة والمعاملات والمواقف معظمها نفسيه بحته
فمنذ بدأت الخليقه
أبليس وكبره موقف نفسي
قابيل وهابيل موقف نفسي
أقوام الانبياء على اختلاف مواقفهم في مجملها كبر واستكبار وغيرة وحقد وجسد
موقف الكفار من دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كما في موقف أبو جهل "لقد كنا وبنو عبد مناف كفرسي رهان حتى قالوا منا نبي وأنى لنا بذلك..."
وكما في الآية الكريمه : "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " الزخرف
وكما في الاية الأخرى " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " الأنعام
وغيرها وغيرها ..
وفي وقتنا الحالي
تجد الصد عن الدين وعن الاصلاح من منطق نفسي كغيرة وحقد
وتجد مشكلات العائلات من منطق نفسي
وتجد البعد عن الله له أبعاد نفسيه متعدده
وتجد تعاملاتك الشخصيه يحكمها إلى حد كبيير الأحكام النفسيه
حتى بين الملتزمين والدعاه قد تجد هذه النفسيات المختلفه
ووجودها لا ضير فيه في حد ذاته ...لكن إذا زاد تأثيرها فقط يبدأ الخطر
والتغلب على هذا الأمر أيضا نفسي
ولكن بطريقة التغليب فقط

بأن يتناسى الانسان حقائر الحزازات البينيه ويتذكر الأهداف الكبرى والغايات العظمى ويضعها نصب عينيه
فبين الدعاة والملتزمين لو تذكر كل منهم أن هدفه ارضاء الله وهداية الناس والوصول للجنة لتضائلت تلك المشكلات
وبين الناس وبعضهم لو عزا كل فرد نفسه إلى ايمانه لأصبح كمن كان يقول
لو رأيت أحدا أكبر مني لقلت هذا أفضل مني عبد الله أكثر مني
ولو رأيت فلانا أصغر مني لقلت أفضل منى لم يعص الله مثلي
ولو رأيت فلانا غنيا لقلت أفضل مني أنفق لله أكثر مني
ولو رأيت فلانا فقيرا لقلت أفضل مني رقيق القلب و قريب من الله
وهكذا
يبدأ يرى الناس من عين أخرى لعلها تكون في ملخصها عين الإخره
وعين المؤمنين المتقين
نهاية ً قد يكون كلاما مثاليا ولكنه هدفنا كلنا بإذن الله
والوصول للإلتزام سهل ولكن الاستقامة صعبه
فقد شيب النبي صلى الله عليه وسلم أمر الله له بالاستقامة في هود
وكان النبي يكثر من الدعاء " ...وأسألك العزيمة على الرشد "
فقط..... فلنعلو بأنفسنا ونرقى في مسالك الصاعدين ولنذكر قول يوسف ملخصا طلبه من ربه :
"توفني مسلما وألحقني بالصالحين " يوسف
Recent Comments