لماذا لا أتفاءل ؟
سلاماتي
عود على شوق
بداية جزا الله خيرا كل من بارك لي ولنور حياتي اللؤلؤة المكنونة- زوجتي- عقد قراننا وجمعنا الله وإياكم دائما على كل خير
*******
لو نظرنا بعيننا لوضع أمتنا لسارع اليأس إلى قلوبنا و لتسابقت ألوان الهموم لاحتلال عقولنا
لكن عندما قرأت كتابات علمائنا عن ثقافة النصر الموعود وجدت أن الجميع ركزوا على قراءة سنن الكون والاستفادة من التاريخ القديم والحديث لتنبؤ أو معرفة ما يمكن أن يحدث
وذلك ما يطلق عليه نواميس الكون أو سنن الله في خلقه
وعندما نحاول أن نتتبع التاريخ في مسالة معينة مثل فلسطين نجدها من أروع الأمثلة على تلك الحقيقة
خاصة وأنها تدعو للتفاؤل بشكل كبير
أقربها..... الاحتلال الصليبي الذي تواجد في الشام مالا يقل عن تسعين عاما
***********
من ينظر إلى تلك المرحلة بتأن يجد أن الأوضاع في هذه الحقبة كانت أسوأ بكثير من وقتنا الحالي
على الرغم من رأي البعض أن الوضع الآن صعب شديد الصعوبة
.......
فالمعترض يقول ان إسرائيل أصبحت دولة معترفا بها من معظم دول العالم
وان التفكير في إزالتها نوع من العبث وعدم الواقعية
وأيضا أن الوضع المهتريء العربي لا يبشر بأي خير حيث أن العرب لا يقوون على الاتفاق حتى ولو بالكلام
بالإضافة إلى حال الشباب الضائع والذي لا يحمل أي هموم جادة تجاه قضايا وطنه وأمته
كل ذلك غير الفقر والبطالة والفساد والعديد من المعوقات التي تحول دون إعداد جيل يتبنى فكرة التغيير والمقاومة
المفاجأة أن كل هذه العقبات والمحبطات كانت - عكس كل التوقعات- أقل بكثير من العقبات والمعوقات أيام الحملة الصليبية في القرن السادس الهجري
فمن حيث المدة كانت الفترة قبل التحرير قد وصلت لتسعين عاما أما الآن فالاحتلال الصهيوني بالكاد عمره ستون
أي أن أربعة ملوك من أسرة واحدة جيلا بعد جيل قد حكموا القدس والعديد من رعايا الدولة الصليبية قد ولدوا فعلا بها ولم يروا لهم وطنا سوى ذاك.
والناظر يرى أن كيان الاحتلال الصهيوني في أضعف حالاته من حيث الرموز السياسية ومحاربة الهجرة المضادة خارج إسرائيل والتحول الديموغرافي لصالح فلسطيني 48 مع ضعف النسل الصهيوني
وإذا قورن بين وضع الحكومات العربية حاليا ( الولاة على الإمارات التابعة للخليفة في ذلك الوقت ) نجد انه لم يكن أكثر بلاء من تناحر الولاة على الإمارات الصغيرة وإفنائهم شعوبهم في ذلك الاقتتال , بل وصل الأمر كما المعلوم إلى أن بعضهم كان يفرض نسبة من أموال خزانته لأمراء الصليبيين من أجل أن يحابوا أخاه المسلم معه لاغتصاب إمارته
والحقيقة أن ما يحدث من حكام العرب حاليا مع شدة سوءه لم يصل إلى هذا الشكل الفج
ولو أمعنا البحث والتنقيب في صور التاريخ المقارن لكان الوضع في ايامنا هذه بالمجمل العام أقل سوءا وأدعى أن نتفاءل بقرب النصر بإذن الله
لكن قول ربنا
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ {214} البقرة
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ {142} آل عمران
لن يذهب هباء فلابد للخالق ان يمحص عباده ويبتليهم
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا {11} الأحزاب
فما أن وصلنا لمثل هؤلاء
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا {110} يوسف
لابد لكل نصر من ميلاد
ولا بد لكل ميلاد من مخاض
ولا بد لكل مخاض من آلام
والله المعين
Recent Comments