خارج المنظومة

سلاماتي

لنحاول أن ننخلع من عالمنا للحظات

ونجول بأخيلتنا في ما حولنا

في بقية خلق الله

في الحيوانات بكل أنواعها في الدواب والطيور والحشرات والزواحف

في النباتات بكل ألوانها وأحجامها في الأشجار والثمار والأزهار والثمار

في الجمادات بشتى أشكالها في ملابسنا في أثاثاتنا في الحوائط في الأجهزة في الأرض

حتى نسمات الهواء الذي لا نراه وحتى الصوت والضوء

كل هذه الأشياء

بلا استثناء

تشترك في كل وقت في عمل واحد

أنها تسبح الله

نعم

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا {44} الإسراء

الجبال بعظمتها وعلوها وصمودها تسبح الله في دورانها وسكناتها

وكذلك الماء وكذلك الجدران المحيطة بنا

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ -1-الجمعة

وحتى الرعد والبرق

وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ-13- الرعد

كل يسبح بحمد الله

لنقفز بأبصارنا إلى الأعلى ونتخيل الكرة الأرضية من بعيد لنراها تدور في محورها

يكون الواقع الجاد هو أن كل الأرض وما عليها يسبح الله ويشترك معه

بعض بنو البشر

بعض فقط

لو أغمض الإنسان فينا جفنه للحظات وأخذ لسانه يتحرك بذكر الله

وقلبه يخفق بحب الله

واستشعر وهو كذلك أنه بهذا الفعل يكون دائرا منتظما في منظومة المسبحين عبر الكون بأكمله

يالله

يالجمال هذا الشعور

ويا لحلاوة السعادة النفسية التي ترافق هذا الإحساس

يكون المؤمن وكل ما حوله من خلق الله في فلك واحد كل يسبح خالقه ومولاه

أما لو غفل

ونسى وتناسى

وأعرض وجهل

لأصبح شاذا في تلك المنظومة الكونية

فلننظر لكم ضيعنا من اللحظات

نسير في اتجاه عكس الكون

تنظر إلينا مخلوقات الله نافرة مشمئزة من أقوام نسوا ربهم وعظمته

ونسوا أنهم ليسوا إلا بعض أيام على هذه الدنيا يعيشونها ثم ينتهون ليبعثون الى جنة أو إلى نار

ولكنها الغفلة

فهلا تداركنا أنفسنا وركبنا قطار المسبحين في فلك الذاكرين الدوار

*************

( توصية عملية ... نردد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم بحد أدنى مائة مرة في اليوم ومن زاد زاده الله )