أمانة الصحافة
سلاماتي
عود على شوق
في تغطية لأحد المواقف تداولت الصحف و المواقع في ذلك الوقت خبرا ما سنذكره بالتفصيل بعدها كما يلي:
صحيفة قريش اليوم "خلاف حاد بين أبوبكر وعمر حول مسألة حرب المرتدين"
صحيفة الميثاق "أزمة عاصفة جديدة بين قطبي الخلافة"
موقع اليوم التاسع "توتر في العلاقات على اثر اختلاف رأسي النظام على كيفية التعامل مع أزمة مانعي الزكاة"
موقع القرشيون "تباين وجهات النظر بين المحافظين والاصلاحيين حول مانعي الزكاة "
وفي تغطية لموقف آخر :
موقع يثرباوي "مشادة كلامية بين الفاروق والصديق على تصرف الصديق في أملاك الدولة"
جريدة الأسبوعين "الخلافات تطفو على السطح بين قطبي ساحة الحكم في أكبر ممالك العالم في الجزيرة العربية"
موقع شبه الجزيرة "عمر ينقلب على قرار الصديق ويعلن العصيان"
هذا بالتأكيد خيال إسقاطي لتطبيق أخلاقيات الصحافة في هذا اليوم على موقف قديم لا نشكك أبداً في أصحاب المواقف والذين هما خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقط لنرى – مع تثبيت ثقتنا في أحد عنصري الموضوع - كيف يمكن لهؤلاء من لهم القدرة على صياغة الاعلام والمواقف إن لم يتوفر لهم الأمانة والمسؤولية والمصداقية أن يؤثروا في قرارات الأفراد والتسبب أحيانا في قلق الناس وتغير مواقفهم بلا داعي .
إسقاط مثل هذه المواقف على خلافات سياسية مثلها مثل اسقاطها على قضايا مجتمعية وصحية مثل انفلونزا الخنازير واللقاح المستقدم لذلك وكذا أزمات الحج والفتاوي وغيرها مما هو ليس الا صنيعة إعلاميين يبغون الشهرة أو الصيت ولم يخطر ببالهم أنهم قد يقعون تحت دائرة قول الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}الحجرات
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {19}النور
ثم لنرجع إلى أصل القصتين الماضيتين حتى لا يلتبس الأمر على من قد لا يعرفهما :
الموقف الأول ملخصه في حرب الردة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته كان قد جهز جيشا لمحاربة الروم بقيادة اسامة بن زيد فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم وظهر المرتدون ومانعوا الزكاة اقترح بعد كبار الصحابة أن يوقفوا هذا البعث ويوجه لمحاربة المرتدين أو على الأقل يغير القائد ، فأرسلوا عمر بن الخطاب الى الصديق ليفاوضه في ذلك وقال:يا أبا بكر يخاطبك الناس في أن تترك الجيش يبقى في المدينة نخشى على المدينة أن يصيبها شيء فقال:والله لأعقدن ما عقد رسول الله ولا أمنع عقدا عقده رسول الله ووالله لو تخطفتنا الطير وحامت السباع حول المدينة وجرت الكلاب بأرجل أمهات المؤمنين لأنفذت ما أمر به رسول الله ،فسكت عمر من تصميم وصرامة أبي بكر،فقال عمر:فإن أبيت إلا أن يخرج الجيش فأمر عليه أحدا غير أسامة فإنه صغير السن،فإذا بأبي بكر ينتفض ويمسك عمر من لحيته ويقول:ثكلتك أمك يا عمر،أيستعمله رسول الله وأعزله أنا ووالله ليخرجن أسامة كما أمر رسول الله فرجع عمر للناس فقالوا له:هه، ماذا حصل؟ فصرخ فيهم غاضبا: ثكلتكم أمهاتكم جميعا والله ما جعلتموني إلا أن يغضب علي خليفة رسول الله.وبدأ الجيش يتحرك .
الموقف الثاني :
أتى بعض المؤلفة قلوبهم الى أبوبكر الصديق في حضرة بعض كبار الصحابة ليس فيهم عمر وطلبوا منه أن يملكهم قطعا من أراضي المدينة لا تزرع ليزرعوها وينتفعوا بها فاستشار الصديق من معه من الصحابة فقالوا أنه لا بأس من ذلك فكتب لهم الصديق كتابا بذلك ووقعه لهم وأرسلهم الى عمر ليختمه لهم فلم رآه عمر مسح توقيع أبوبكر ومزق الكتاب وذهب غاضبا إلى الصديق وعاتبه هو ومن بحضرته من الصحابة أنه لا حق لهم في تمليك أحد أراضي من الوقف العام وأن ذلك كان حق لرسول الله فقط أيام بدء الدعوة أما الآن فلا حاجة للمسلمين في ذلك وتعجب هؤلاء النفر من عمر وقالوا أأنت الخليفة أم هو ؟ فرد الصديق عليهم : هو إن شاء .
وا عجباه ............... والله المعين
Recent Comments