الجمال والحب ....لمسات
سلاماتي
قديما حين كنت أتصفح أحد مجلات الأطفال قرأت فيها أن أحد الأشخاص سأل جحا : ما أرخص شيء يا جحا؟ فقال : المواساه باللسان والمجامله بالكلام
لم تغير كثيرا في ذهني فقد كنت بطيء الفهم أو لعله حكم السن
وتمر الأيام
وأجد أن الناس حقا تأسرها الكلمة الحسنه ويشجيها جمال التعبيرات
وتزيد المعرفه
لأطلع على قول لأبي الدرداء رضي الله عنه في قوله " لولا أناس ينتقون أطايب الكلمات ما أحببنا العيش على هذه الدنيا " ...
وتتأصل الأمور
لأجد في كتاب الله
( إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر
وفي سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام "
في حديث البخاري .. والكلمة الطيبة صدقه
..وهكذا ....... لأجد كل هذا بعد أن لمسته في التعاملات حقا
فبكل بساطه إذا قابلت شخصا ما تستطيع أن تسيطر على لباب قلبه وعقله معاً إذا قابلته في ابتسام وطلبت منه ما تريد بصوت حنون ونبرة حب وتودد محاط كل هذا بأجمل عبارات الموده والمحبه والأدب مثل " حبيبي " بالله عليك يا أخي" من فضلك " لو سمحت " ...وهكذا قد يسميها البعض توددا غير صادق أو ما يسمى حاليا "بيشتغله" ولكنه لو صدق فيه وجعله أسلوبه العام فإنه بالفعل يكون قد سلك أقصر الطرق الى القلوب
كثير من مشكلاتنا سببها الغلظه وجفاف الكلمات ورعونة الأسلوب والتي تحمل النفس فوق ما في طاقتها من تحمل خاصة إذا كانت مهيأة لذلك
وأذكر أن شخصا عزيزا كنت أعمل معه في وقت ما وكنت أتعب وأرهق حتى أجده وأنهي معه أمرا وكان يتناساني ويهملني فترات لعلها لكسله أو غير ذلك وكنت في نفسي أتوعده وأحمس نفسي أن أواجهه وأقول له ما أريد بالرغم أنه يكبرني ويرأسني في العمل إلا أنني بمجرد أن يقابلني بابتسامة وكلام جميل لا أقوى على النطق بكلمة معه وأجلس معه والغيظ يتملكني لأني لا اجد مدخلا لمعاتبته وكأنه يسحرني
وقد يفاجأ شخص ما بأنك تذكر شيئا خاصة من أشيائه مثلا عند ضيافته بأنه يحب الشاي قليل السكر وهو ما زارك من فترة طويله فتضع هذه اللمسة في قلبه علامة حب وتقدير لك لا ينساها برغم بساطتها
وآخر تذكر مثلا أنه كان مريضا من فترة أو عنده مريض في بيته ثم تسأله عنه بعد فترة فيحسبها لك معروفا وجميلا
وغيره حين تقدمه مكانك في المسجد أو في أماكن جلوس في أي مناسبة فيتبسم لك ولا ينساها
وكثير من المواقف المعضلة التي تنتهي بكلمة جميلة
والعديد من مشكلات الزوجين تنتهي بابتسامة وكلمة حب رقيقة لا تتردد الزوجة أبدا في تصديقها
أخيراً علمنا أحد الدعاة شيئا جميلا اسمه مشروع الثواني الخمس عند مقابلتك شخصا ما
وأن تصافحه
وتنظر اليه بود
وأن تبتسم في وجهه
وتناديه بأحب الأسماء
كل الأفعال السابقه لها أجر عظيم ذكر في أحاديث متفرقه لكن الشاهد هنا أنها كلها أفعال بسيطه لا تتعدى الثواني في فعلها لكنها كبيرة وعظيمة في أثرها على نفس الفرد ومعامله وأجرهما
تحديث
لأستاذي م محمد عصفور المدينه
تدوينه فيها (بعض) من هذه اللمحات المقصوده في البوست
وقولوا للناس حسنا
Recent Comments